Thursday, December 13, 2012

إلى شاعر شاب.. محمود درويش



 إلى شاعر شاب.. محمود درويش



لا تصدّقْ خلاصاتنا، وانسها
وابتدئ من كلامك أنت. كأنك
أوّل من يكتب الشعر،
أو آخر الشعراء!
إن قرأت لنا، فلكي لا تكون امتداداً
لأهوائنا،
بل لتصحيح أخطائنا في كتاب الشقاء.

لا تسل أحداً: منْ أنا؟
أنت تعرف أمّك..
أمّا أبوك... فأنت!

الحقيقة بيضاء. فاكتبْ عليها
بحبر الغراب.
والحقيقة سوداء، فاكتب عليها
بضوء السراب!

إن أردت مبارزة النسر
حلّق مَعَهْ
إن عشقتَ فتاة، فكن أنتَ
لا هي،
منْ يشتهي مصرعهْ

الحياةُ أقلّ حياة،
ولكننا لا نفكّر بالأمر،
حرصاً على صحّة العاطفةْ

إن أطلت التأمّل في وردةٍ
لن تزحزحك العاصفة!

أنت مثلي، ولكنّ هاويتي واضحة
ولك الطرق اللانهائية السرِّ،
نازلة صاعدة!

قد نُسمّي نضوبَ الفتوة نضجَ المهارة
أو حكمةً
إنها حكمةٌ، دون ريب،
ولكنها حكمة اللاغنائيّة الباردة

ألفُ عصفورة في يدٍ
لا تعادل عصفورةً واحدة
ترتدي الشجرة!

القصيدةُ في الزمن الصعب
زهرٌ جميلٌ على مقبرة!

المثالُ عسير المنال،
فكن أنت أنت وغيرك
خلف حدود الصدى

للحماسة وقت انتهاء بعيد المدى
فتحمّسْ تحمّسْ لقلبك واتبعه
قبل بلوغ الهدى
لا تقل للحبيبة: أنتِ أنا
وأنا أنتِ،
قلْ عكس ذلك: ضيفان نحْنُ
على غيمةٍ شاردة

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة

لا تصدّق صواب تعاليمنا
لا تصدّق سوى أثر القافلة
الخُلاصة، مثل الرصاصة في قلب شاعرها
حكمة قاتلة

كن قوّياً، كثور، إذا ما غضبتَ
ضعيفاً كنوّار لوز إذا ما عشقتَ،
ولا شيء لا شيء
حين تسامر نفسك في غرفة مغلقةْ

الطريق طويل كليل امرئ القيس:
سهلٌ ومرتفعات، ونهرٌ ومنخفضات
على قدر حلمك تمشي
وتتبعك الزنبق
أو المشنقة!

لا أخاف عليك من الواجبات
أخاف عليك من الراقصات على قبر أولادهنّ
أخاف عليك من الكاميرات الخفيّات
في سُرَر المطربات

لن تخيّبَ ظنّي،
إذا ما ابتعدتَ عن الآخرين، وعنّي:
فما ليس يشبهني أجملُ

الوصيُّ الوحـــيدُ علـــيك من الآن: مستقبلٌ مهملٌ

لا تفكّر، وأنت تذوب أسىً
كدموع الشموع، بمن سيراك
ويمشي على ضوء حدسك،
فكّر بنفسك: هل هذه كلّها؟
القصيدة ناقصة... والفراشات تكملها

لا نصيحة في الحبّ، لكنها التجربة
لا نصيحة في الشّعر، لكنها الموهبة
وأخيراً: عليك السلام

محمود درويش





Tuesday, August 28, 2012

شئٌ من جيفارا ! .. ربما ..

يقول جيفارا في رسالة إلى والدته في 15 تموز(يوليو) 1956 قبل إنضمامه لفيديل كاسترو لبدأ رحلته النضالية :
"أنا لست مسيحاً، ولست محباً للاحسان، أنا كل ما يناقض المسيح، و  الإحسان يبدو عديم القيمة بالنسبة لى بالمقارنة مع ما أؤمن به".


 استوقفتنى جداً جداً :)

  



Monday, July 23, 2012

يا وطنى , يا ارضى, يا عشقى ..من اوراق فتاة فلسطينية !


يقولون ان الناس جميعا لها اوطان الا انا
فوطنى... وطنى دمار , خراب , سلاح
وطنى مذابح , قتلى , شهداء, دماء , اشلاء
اطفال, نساء , شيوخ و رجال
وطنى يتم, لجوء , صراخ , ضعف , بكاء
وطنى لم يعد وطنى , ناسه لم تعد ناسه
وطنى لم يعد لى ..

فى كل مرة اصحو مبكرا لاتجول فى حوارى و شوارع غزة الحبيبة
استنشق رائحة الدماء العطرة.... ارى وجوه الشهداء السمحة تبتسم لى
منقوشة على الأرض الطاهرة بخطوط من نور
 اتجول بنظرى فى المكان فيقع نظرى على ذلك الوجه المقزز

 واقفا يحتسى الشاى و يضحك ضحكات عالية اتعجب و اندهش لها
فكيف لسفاح  حرفته قتل الاطفال و الابرياء ان يضحك من قلبه هكذا؟!
فى كل مرة اراه اشعر بالقرف و التقزز , تجتاح القشعريرة جسدى الضعيف
ليس خوفــا , انما اشمئزازا .... فابصق بكل ما لدى من قوة و غل  و كراهية.. !!


و يبدا شريط الاحداث المؤلمة يمر من امام عينى ..!
ضياع وطن , و اهانة شعب .... شريط لا يوجد بين احداثه فرحة واحدة
فلم اعد املك القدرة على الفرح سرقوها.. نهبوها مع كل ما سرقوه !
ارى ابى .... تمر امامى اخر صورة له غارقا فى دمائه
 ارى امى و هى تبكى و تتحسر ..لا تعرف ان كانت تبكى و تعتصر
على فراق ابى فحسب .. ام منزلنا الذى انهار و تشردنا القادم لا محالة
لهما نصيب من دموعها و المها .. ؟!


ارى احمد و هدى و عمر و هند اجمل  اطفال حارتنا...
كنت اشاركهم اللعب , الطعام .. اشاهدهم يذاكرون دروسهم
اقول لهم : آه لو كنت بروح معكم ع المدرسة
 .. فتقول لى هند : قولى ياليلى وراى : ألف باء تاء.. !


اذكرها تفاصيل تلك اليوم جيداً كنت انتظر عودتهم من المدرسة 
خالتى صفية : ليش عم تبكى ؟ و ينا هند ؟ اتأخرت ما؟
طيب وينه عمر ؟ ناطرتن من الصبح ! 

ماتت هند مات أحمد مات عمرو كلن رحلوا  ... رحلوا!!!...
...صدمت صعقت بكيت صرخت
بقيت ايام لا اخرج من منزلى .. غير مدركة لما يحدث حولى
رحل اصدقائى  قتلوهم و ما ذنبهم؟
ماذا فعلوا؟

 ما جريمتهم  ؟! 





ارى طفل رضيع لم  يتعد عمره شهور قد فارق الحياة برصاصة غادرة من عدو جائر 
و تركت امه باكية صارخة على ولدها البرئ الذى لم يذنب بعد ..
ارى  دموع امهات فلسطين على فراق اولادهم , سندهم , ظهرهم و هم فى ربيع العمر ...
ارى حيفا و يافا و عكا مغتصباتنا التى اتخذوها وطناً..

  



لم اعد اخشى رصاصة من سلاح يحمله كلب جبان , لولاه لاختبأ كالنساء
او حفر ليختفى فى الارض كالحشرات
فهو لا يعرف معنى للتضحية  او معنى للرجولة
لا يعرف معنى للشهامة , لم يدرك ما هو الوطن؟

فوطنه الذى يأويه وطنى , وطنه سرقة!
 لكم يوم , لكم يوم يا مغتصبى الاوطان
لكم يوم يا مشردى الاطفال , لكم يوم يا قتلة الأبرياء

فارضكم التى تعيشون عليها و تستمتعون بخيرها هى وطنى
و الأرض التى تخربوها و تذبّحون اهلها هى وطنى ..


و ساسترد وطنى و ارضى و ساحيا كسائر البشر
رأسى مرفوع على ارض بلادى.. و ستشردون يا كلاب البشر..
و سيكون للجميع وطن و لى انا وطنى العزيز الابى
مصدر فخرى و شرفى و عزتى و جلالى  ..!


من اوراق فتاة فلسطينية ...