كانت جلساتنا الليلية
قليلاً من الغزل ،
بعضاً من القُبل ،
وكثيراً من الكلام ،
كنت أتغذى علي جمال حديثه ،
أبجديته كانت مختلفة ،
أكبر مما خدعتني به الكتب طوال عمري
، كان يتكلم ويتكلم
وأقاطعه أنا كالطفل لديه ما يثبته
" نعم شاهدت فيلم يتحدث عن ذلك " ،
" قرأت عن ذلك في كتابٍ روسي ما " ،
كان يبتسم ويقبل رأسي ،
"أنتِ ذكية وجميلة" ،
كنت فقط أبتسم وأهز رأسي بالموافقة ،
كنت أنمو بداخلي .
قبل الظلام قليلاً
كنت أخرج
أقف بجانب الشجرة الكبيرة ،
فوق المنحدر المنخفض
الذي يسبق كهفنا الصغير ،
كان يظهر مع حمرة السماء،
رائحته ممتزجة بنسمات المغرب الخفيفة،
فاندفع نحوه، واقترب من شفتيه،
وأقبله طويلاً حتى تسري حرارته بباطني
وأشعر بدوار ثمالته ،
فيضمني إليه ويمرر يديه علي شعري
انتزعهما برفق وأقبلهما ،
فأتعلم وأعرف ،
هما المعرفة بحد ذاتها ، يداه..
هدأتُ ، رُوضتُ ،
تلاشى كفري بالحب والرب ،
وحشاً كان قد سكن بداخلي ..مات ،
لتنمو وردة حمراء تشبه وردته المفضلة ،
على فراش الحب،
كأي ملكة
لم يسقط عني تاجي،
ولكن سقط غروري
وتشبثي بما لا أعرفه ،
كنت بجماليون وكان جالاتيا التي لم أصنعها ،
ولكن تعثرت به
فأسقط عني ما حملته طيلة عمري من عبء قلبي
الذي ضل الطريق ،
كنت أعلم تماماً أنني قد سقطت بالفعل ،
ولمست طعم الخسارة لأول مرة ،
وأنني باقية هنا للأبد
في ذلك الركن الدافئ من العالم الذي يحمل رائحته ،
أنا وأناملي التي تلونت بجلده الأسمر .
