احتاج إلى المزيد من الأوراق ، سجائري تنطفأ قبل أن أشعلها ، الوقت رغم ثقله في أحيان كثيرة هو في مجمله سريع ، سارق ، قاتل ، الأشياءُ كلها توشك علي النفاذ في تلك اللحظات حتى وإن بدا غير ذلك .
" أنا لن أغير العالم " ، " ماذا لو كنت الليلة في عشرينيات باريس؟ " ، " ماذا لو كنت ورقة صفراء في كتاب قديم مُلقى على رف لا يطل على كلماتي أحد ؟ " ، " هل يوجد في هذا الكون حقيقة واحدة أم أننا - جميعاً - متروكون لعقولنا التي قد تتسع أحياناً أيضاً للحقيقة وعكسها ؟، ليصدق كل امرئٍ ما يشاء ." ، كلها أفكار غير مكتملة تدور بداخلي وأخطها بيدٍ مرتخية لا مبالية فوق الورقات لعلها تكتمل في رأسي .
تكاد رأسي تنفجر ، متي تأتي النهاية وهل يجب أن أهابها ؟ ، ولمَ علي أن أفعل ، نخط النهايات يومياً بإختيارانا من دون أن ندري ، فكل بداية هي نهاية ، تولد النهاية كبداية كبيرة ثم تصغر حتي تكون نهاية ، تولد مليئة بالضحكات والآمال والليالي المُقمرة ثم تنتهي .
الجيد والسئ ، الجميل والقبيح ينتهي ، فماذا يبقي إذن ؟ ، أنا ؟ ، هل أنا أبقى ؟ في كل مرة يمر من أمام عيني حُلم كبقايا دخان يختفي سريعاً ، هل أبقى أنا ؟
وما أدراني أنني موجودة أصلاً ؟ ، أنا لستُ متأكدة أنني موجودة هنا وفي هذه اللحظة ، ماذا لو كنت أحلم الآن ؟ ، ماذا لو لم يكن لي كيان أصلاً ولست سوى صنع حلم شخصٍ هادئ العينين ينام مُضطرباً في زواية في مكانٍ لا أعرفه من العالم ، وما أنا إلا ترجمةٍ غير جيدة لجزءٍ مما في عقله الباطن ؟ ماذا لو تركني الآن وشأني فأعود إلى الفناء الجميل المُريح ؟ ، أعود إلى اللاشئ .
ربما أنا ورقة ،أنا أشبه كثيراً الورقة التي أخط عليها تلك الكلمات بيدٍ ثقيلة ،لو اشتعلت النار في جسدي الآن لن يختلف مصيري كثيراً عن تلك الورقة ، سوف تحرق كل ما في بهدوء تام ثم تنطفئ النار دون أن يشعر أحد ، تماماً كالورقة ، في مشهدٍ يبدو فاجعاً سريعاً مؤلماً ، ولكنني لا أهتم بالألم ، فالألم يخص من هم لديهم المزيد من الطاقة ليشعروا ، تلك هي أجمل لحظات حياتي .
