الصيف لقصورٍ رملية هالكة على شاطيء مزدحم للفقراء، والشتاء للحفر عميقًا ودفن كل ما حلمنا به،
الصيف لبهاء طاهر وخفّة كل كلمة خرجت من رأسه ، والشتاء لإيمان مرسال وكل ما تحمله من وجع نسائي خالص،
الصيف لأم كلثوم عن عمد أو عن حب ، والشتاء لموسيقارٍ يوناني هو صدفة إلكترونية تشبه صدفة لقاء الجرح للمرة الأولى على هيئة إنسان ٱخر،
الصيف لحزن الأدباء المنتحرين وميلانكوليا موسيقى الأفارقة، والشتاء لحزن العود والجنوب اللبناني،
الصيف للرقص الفاحش في الحانات المشبوهة، والشتاء للصلوات المتراكمة غير مكتملة الإيمان،
الصيف لبشرٍ ندرك نمطيتهم وقلة حيلتهم ونرتمي في عالمهم العادي عن وعي، والشتاء لصانع سينما إِسكَندينافي شاعري لا يرى من العالم إلا حزنه،
الصيف لمغازلة النُدوب وتقبيلها، والشتاء لصناعة المزيد منها وممارسة التشكيك بالذات،
الصيف للمغامرة السعيدة والجري لأطول مسافة ممكنة، والشتاء لتجبير ما تحطم من عظام وأمنيات،
الصيف للترام الأحمق عصرًا، والشتاء للمشي بداخل الجدران ليلاً،
الصيف لزرع الورود على عتبات البيوت وبين الأسنان، والشتاء للتنصل منها،
الصيف لاستنشاق جثة الإنسانية، والشتاء لغلق الشبابيك والسعال،
الصيف للصمت عن كل ما يؤلم الحلق وتناول عصير البطيخ، والشتاء للتسكع مع الرفاق المدعيين والتنديد بجرائم الديكتاتور،
الصيف لتقديم المياه والأحضان لحيوانات الطريق، والشتاء لتجنبها والاشمئزاز من بؤسها ووحدتها،
الصيف لتدليل طفلي وإغداقه الحنان والحلوى ، والشتاء لإنكار أمومتي والاحتفاء بعذريتي،
الشتاء للوحدة،
والصيف لوحدةٍ أكبر..