حينما كنت سمكة
سحبني حبلٌ أخضر من حافة المحيط
وعندما امتلكت عنقاً جميلاً
نقرت فوقه يدٌ شاحبة بلا أصابع
غير أنها كانت تغسلني بالملح كلما أصابني الدوار
وحين غاب القمر ليلتين
سبقني جسدي إلى الاكتمال
واختطفني عبر حلمِ نابضٍ
حتى تورمت أقدام الخيّال الأسمر
الذي كبرتُ من فمه عندما أشار إليّ كصبية
فنجوت من جذوري
كثمار العنب الهاربة للمدينة في سيارات التراحيل
وتخلّق نخاعي بظافرٍ لامعٍ
واستقام عمودي الفقري بلا زهو
وجرى الحبر في عروقي دماً
لتختنف المفردة تحت جلدي
ما تريده
أن تسبح إلى ماضيها
أو تضل الطريق متعمدة
لتزحف فوق صدره
أو تتورد من سُرته
إن الحروف من دمي لدمي
أو للتراكم فوق مسامي
لا تتربص بها شمس يوليو
ولا الخفاش الجائع تحت فراشي
أسلم الحدأة السوداء إرباً من لحمي
فتبصق ما علق به من شِعرٍ
أُجرع حبيبي مائه المُحلى
وأرش أملاحي
في حساء سمكة اليابس
مستها عذوبة النهر
فجرى دمها في حلقه
واستقامت أشواكها بفخر
كأسلاك معسكرات أوشفيتز
يمكن لرعب تشبيهٍ كهذا أن يقتلني مرتين
وللسمكة أن تغرق مرتين
