هي بقايا صداع ، لست مُرهقة لأنني قطعت الدواء ، لست ساكتة لأن كلامِكِ عن قسوة قلبي أحزنني ، إن تحدثت سيسكن الرصاص رأسي وسأبكي ، وإن تركتني وشأني سأبكي أيضاً ولكنني سأسمح للدم بالخروج من فمي فأجد مساحة للتنفس ،أنا لست ضحيتك ، أنا ضحية تواجدي بداخل نفسي ، أنا ضحية صدفة كونية ، أنا خرجت للعالم من نهرٍ فوجدت قَـدَمي تضربان في قاعه حتى النزيف .
لا أجرح أصابعي لأنني قطعت الدواء ، لا أطوف الشوارع حافية لأنني قطعت الدواء ،لا أفتت قلبي كل مساء وابتلع الزجاج لأني قطعت الدواء ،
أنا لم أنسَ إيمان ، لم أنسَها من ال2001 ، كنت فى الخامسة وأخبرتك عن حزني ورعبي فقضيتي الليلة بجانبي ، لم أخبرك ثانيةً إشفاقاً عليكِ ، ولكن بطني مازالت تؤلمني كل ليلةٍ في موضع رصاصتها ، كبرت واكتملت أنوثتي وصرت أحلم بأني ألقمها ثديّ فتشبع وتنام برصاصتها دون موتٍ ، كبرت واكتملت أنوثتي ولم تكبر إيمان .
أنا انتمي هنا بشكلٍ يستنفذني ، وأوزع علي العالم طاقة حزني فتتمدد حتى أكلتني ، أكلتني طبقة الجليد التي تجمدني في الصباحات ، أكلني حيادي وصمتك وصمت الله ، أخاف الموت قدر الألم ،أخافه لأن الذنب يقتلني ،سامحيني فقد خذلتكِ بكل الأشكال ، سامحيني فقد توقفت عن الصلاة ، سامحيني فقد واظبت على الخمر ، ظننت أن مفعولها أطول من أن يتركني أسمعك تصرخين بشأن كل أمر يتعلق بي ،وسامحيني لأنني قطعت الدواء .
