أقيمُ بعلبة ثقاب
هادئة
كصحاري الجليد في سيبيريا
لكنها أيضًا باردة جداً
بالنسبة لعود ثقاب
تثقل رأسه الصغير كيماويات لاذعة
تهيم باللهب
وتسرع باحتضانه
يتعانقان إلى جحيم أبدي
لمثل هذا الشوق
تلك الحرارة
هي الفردوس في حد ذاته
لحظات التوهج القصيرة
هي سنوات شهية لراهبٍ جائع
ترجمة مطولة
لحروف مقتضبة في اللهفة
ذوبان لا احتراق
تزيده الرعشات الصغيرة
تداعي
له بريق
لا ينطفأ
حين يحين الإنهيار
رأيت ذلك إحدى المرات
واقشعر وجودي
حتى ظننت
أني سأنكسر من المنتصف
بالكاد كتمت صرختي
خلف قضباني
ثم
بقيت هنا
وحدي تماماً
لا يحك أحدهم صديقًا
في جانب العلبة
ولا يقاطع صفوي
عبث الدخان
يهيم في النسيم الأزرق
كالطفل غير الشرعي
غير مرغوب فيه
لكنه كأي طفل
جميل.
اليوم
تحركت يد أحدهم فوقي
كان يبحث عن آخر عود ثقاب
كدت أصرخ: أنا هنا
التقطني من الركن الأيسر
أنا ألامس مكمن العلبة
الهلاوس التي تسببها
تلك المواد سريعة الاشتعال
تعدمني في كياني الشاعري
يجتاحني وهج إلهي
يحرق جسدي
ويُسكر رأسي
لقد انتهك جسدي الحب
وفنيت
أنا أنير بالكامل
كـليلِ الغابة الإفريقية التي انتُزعت منها
لا يوجد أجمل من رمادي
تلك هي أجمل لحظات حياتي.
