Friday, October 4, 2019

ليلة الجمعة 4 أكتوبر



بالكاد أعرف ما يمكن فعله، حلقي مزروع بالتجارب، علامات الألم تتعانق فوق جلدي، أحمل بين عينيّ وداخل أذنيّ أرق ما أفرزته التجربة الإنسانية، ولكن عظامي لم تتزحزح خطوة عن خبرة الطفولة، بسذاجة وخيال ووحدة الأيام الأولى أفعل ما يحلو في عيني طفلة لم تتعلم أن تخشى الموت، ثم أواجه بعناد فارغ كل ما يعنفني، الأشجار، البيوت، قطاع الطرق، الجمهور الغاضب من أدائي المهتز، يجب أن أقضي وقتاً أطول في فعل ما يتوقعه الآخرون، ولكن الوحدة علمتني أن أتجاهل الحقيقة إن كان المقابل هو الحب، وألا أهتم بجذب انتباه نملة إن كنت أعبر المحيط على متن قارب غير مجروح من منتصفه.

حين تقول الطبيعة ارقصي فإني أرقص حتى وإن لم يكن جسدي حاضراً، لأنني مللت الحقيقة التي تلصقنا معًا وتلزمني به بلا توقف.

على حافة البئر أقف دائمًا، إن افلتتني يد الآمال والطفولة سأبقى في القاع، أشد المارة الفضوليين إلى أسفل لدقائق أو لأيام، أطعمهم الورود وأغطس خيالاتهم المتألمة في المروج الواسعة، أحرر آمالهم من الرقد الأحمق في تربة منسية في صدور من يحبون وأتسلق أعناقهم حتى نبتلع معًا تلك الأغصان التي تخيفنا ظلالها، العصفور لا يتألم أبداً في قلوبنا.
لا نبرر الجراح، لا نقذف بقايا الحب بالأحجار الثلجية، نبلل أصابعنا في أنهار الكراميل حتى وإن لطمتنا أمواجها حين ندرك أننا لسنا إلا صورًا مهزوزة غير دقيقة لخيالات أمهاتنا الطيبة.
بالكاد يعرفني التصرف الصحيح، بالكاد يذكرني تاريخ جسدي، بالكاد أكبر وألوث الصدق في حنجرتي، بالكاد أدرك ما حملتني به تجارب المسارح غير الخشبية،
ما أقسى رقة الهواء الليلة .



Burning (2018)