لو أننى أسرق حقلاً في ريفٍ بعيد، وكالأميرة
الهاربة من قصر أبيها أخلعُ عني زى المجانين هذا ، وارتدي ثوباً قصيراً يطوق جسدي و يكشف كتفيّ، وأحلُ شعرى و أطلقه للهواء يلاعبه ويعبث بأطرافه ،و أسلم
وجهى للشمس تداعبه فابتسم ، وأركض بين الزرع و النخل و اختبئ هنا و هناك، و أضحك ..و أصرخ ..وابعثر شعري يميناً و يساراً،
وأدور حول النخل، وتدور حولى الفراشات فأجري، وأغنى غناءً لا تشاركني فيه سوي الطيور،واتتبعها فتطير هاربةً، فأضحك، وأضحك ،وأرفع رأسى للسماء، وأدور حول نفسى، ويدور شعري حولي و ينتثر في الفضاء ، حتي يكاد يكسوه بلون خصلاته ، و أدوخ وأرقص ، وأدوخ وأدور ، ولا اتوقف عن الدوران و الرقص بقدميين حافييتين حتي أسقط ،و ينغمسُ طرف ردائي في بركةٍ، فأعبث بالماء و الطين، حتي يتسخ شعري و جسدي و ثوبي الريفي ،فلا أبالى و أنام و لا أغمض عيني..
وأدور حول النخل، وتدور حولى الفراشات فأجري، وأغنى غناءً لا تشاركني فيه سوي الطيور،واتتبعها فتطير هاربةً، فأضحك، وأضحك ،وأرفع رأسى للسماء، وأدور حول نفسى، ويدور شعري حولي و ينتثر في الفضاء ، حتي يكاد يكسوه بلون خصلاته ، و أدوخ وأرقص ، وأدوخ وأدور ، ولا اتوقف عن الدوران و الرقص بقدميين حافييتين حتي أسقط ،و ينغمسُ طرف ردائي في بركةٍ، فأعبث بالماء و الطين، حتي يتسخ شعري و جسدي و ثوبي الريفي ،فلا أبالى و أنام و لا أغمض عيني..
فأرى الطيور قد عادت و أتت بك ، أحاول أن أنهض لأعدل من هيئتى ، وأزيل آثار
جنونى عن جسدي و شعرى الذي صبغته حبيبات الطين،فتنحني نحوى و تطرحني ثانية و تقبلني
طويلاً حتى يغلبنى النعاس ، فتحملني علي ذراعيك و تدور بى وأنا أتشبث بعنقَك و أصرخ و تصرخ حتي أسقط ضاحكةً.
تتمدد بجانبي، و تلتف حولي بذراعيك ،وتضم رأسي لصدرك، ونتطلع لسجادة
السماء المرصعة بالنجوم الحالمة، وندندن لها معاً في خفوت ، فتأخذنا الألحان فنغني ونغني
حتي يمتلأ الفضاء بأصواتنا ، و ننام ..