Friday, November 1, 2013

من الأفضل


من الأفضل أن تبقي في فراشك اليوم
فالذئابُ خلف الأبواب جائعة
 والأفاعي تفترش الطريق،
 صديق الأمس لا ينتظرك بالخارج ،
 فقد ذهب مع موسم الحصاد
وسط تلال البلح و طحنته ببطءٍ انياب الكبار.
لا أحد ينادي من خلف النافذة ،
فالرفاق يدورون داخل كؤوس  ذهبية في قصر الأمير ،
و يُقدَّمون خمراً أحمراً للنبلاء ..

ابقِ في حجرتك الصغيرة
فالأنهارُ جفت أو صارت حمراء
والعصفورة الرمادية لا تنتظرك عند السور
منذ أن عجزت عن مدِّها بالماء
 و القمر انطفأ نوره ،
كان سارقاً و حاكمه إتحاد مُلاك الشموس..
والسماءُ تبكي و تستغيث 
و الوجوه معتمة سوداء ..

أطفال القرية الذين كانوا يثيرون الصخب خلف الدار،
و يطلقون البهجة في الأرجاء ،
لم يتقدموا في العمر وما عادوا أطفالاً ،
صاروا مرتزقة أو أشلاء ،
قتَّلة أو جثثاً بيضاء..

و حبيبتك لا تجلس عند العين في ثوب شفاف 
تنتظرك وتتخفي عن عيون نساء القرية ،
حبيبتك علي الطرقات جريحة ،
تنزف و تبكي و تلعق بلسانها الماء ..
إذا أردت أن تخرج للساحة
فصديقك الشيخ الطيب يُجلد هناك
لأنه رفض أن يدفع ضريبة الهواء 
و إلي يمينه لصاً سرق رغيفاً
يحاكمه سارق الخبز
ويسأله : كيف لك أن تجرؤ وتسعي للحياة ؟
وجدك العجوز لن ينتظرك في حقله
بعد أن أهالت حيواناته الوفية فوقه التراب..

ابقِ في فراشك
فيكفي ما ملأ صدرك من رائحة الموت و عينيك من الدماء
ابقِ وحدك 
وأحمل قلبك علي كفيك
و غنِ له أغنية ملساء
و نم تحت ما تبقي من ضوء المصباح
أو مت في هدوءٍ بلا ضوضاء..