Friday, July 18, 2014

  كان يخبرني دائماً بأن الموت يسكن أحلامه ، يضيع صوته في اللحظات الأشد رهبة ، يصرخ ويصرخ ويصرخ ولكن ..لا صوت  ، كان يخاف أن يغمض عينيه دون أن يتشبث بأطراف أصابعي  ، علّها تحرس روحه ، لم يكن ما يخشاه هو الموت ، ولكن العجز ،
كنا نقضي ليالٍ قاهرية باردة لاجئيّن لشرفة لا تشبه ما تطل عليه في حديث لا أطراف له ، لا بداية ولا نهاية  ، كان يضحك ويضحك ، يضحك بصورة رهيبة ولكنني لم أسمع لضحكته صوتاً قط. 

Sunday, July 13, 2014

التانجو ليس رقصةً فردية

التزمي فراشك الليلة يا جميلتي ، لن يهديكِ القمر شيئاً من ضوئه ، فالحُضن ليس فعلاً ذاتياً ، والتانجو ليس رقصةً فردية ، تظاهري بالنوم واهمسي لروحك أنه ثمة  قبلة هادئة تنساب علي جفنك ، أو يدٍ خضراء تمر علي شعرك ، أو حتي ثمة تنهيدة علي أذنك .
تجاهلي اللحن الأرجنتيني المنطلق تحت القمر ، ونامي ، ولاتخافي ، لأنه لا يمكنك أن تشربي من الوحدة أكثر ، لا يمكنك .





Thursday, July 10, 2014

التانجو ليس رقصةً فردية


شربتُ من الوحدةِ حتي اكتفيت ، وتراكم الجليد علي قلبي طبقة فوق طبقة..
 تعبت السير وحدي في طرقات أوسع من قلبي دون كف أرمي بها الكثير من أعباء روحي أو حتي القليل ، سئمت القراءة تحت ظل نبتة برِّية ، وحيدة وحيدة ، دون غطاءٍ من ذراعين ، أو بسمة ، أو لمعة عينين عند كَلِمَةٍ تحملُ ذكري أو رعشةَ قلبٍ ، تعبت الحديث والحديث والحديث دون عينين التفت فأجدهما تتابعاني باهتمام وشفتين تلعقان خدوش جلدي بقُبلتين بلسميتين ،والسينما ، أحبُ السينما ، ولكن أكره ارتيادها وحيدةً  بلا صديقٍ يشاركني ضحكة أو دمعة أو عناق دافئ  في قدس أقداس العشاق ، ظلام السينما الفضي ، تعبت ممارسة طقوسي الصباحية وحدي والمسائية وحدي والتهيؤ للنوم وحيدةً دون قبلة علي كتفي أو لمسة حانية علي جلدي لتتنفس مسامي  ،
سئمت أن اصطنع النوم فلا أشعر بقبلة هادئة علي جفني ، أو يدٍ تمر علي شعري  ، أو وردة تداعب خدي  ، أو حتي تنهيدة علي أذني ،
تعبت الخوف من النوم ، لأني أدرك أنني سأصحو وحدي ، وأنا لا أريد أن أصحو وحدي ، فذراعيّ أقصر من أن يمنحاني غطاءً ذاتياً أو دفئاً داخلياً عندما استيفظ فَزعَي في آخر الليل ، كلها أكاذيب يدعّيها حكماء العصر ويفضحها خوف الظلام ، فأنا لن " احتضن نفسي "،
الحُضن ليس فعلاً ذاتياً ،
واللحن الأرجنتيني المنطلق تحت أضواء القمر بالخارج يدعو للرقص ولكنني سالتزم فراشي الليلة وأبكي ،
فالتانجو ليس رقصة فردية ،
التانجو ليس رقصةً فردية .






توهة

ها أنا ذا مرة آخري أفقد طريقي ، أقف حائرة في منتصف طريقٍ تائه يطل علي الهاوية من كل ناحية ، واستقبل متشردي المدن القاسية التي ألقت بأبنائها في أحضان الشوارع الكئيبة ، باردة أخشي السقوط ، فالشوارع لا ترفق بالغرباء المرتمين علي ترابها ولا تهديهم سوي صلابة أحجارها ، والبرودة المنبعثة من أرضها طعنات في عظامهم ، وبعض رفاق الطريق التائهين الباحثين عن حضنٍ أخير يشمون به رائحة الحياة ثم يستشهدون .

ها أنا ذا أفقد طريقي مرة آخري ولا أعرف من أنا ! ، تلك الباحثة عن الحرية المجنونة ، الطليقة ، اللامبالية ، الفتاة الغجرية  التي تهدي الشرفات والطرقات والأحياء الضيقة خفّتها في ليالٍ باردة برفقة حبيبٍ مبعثر الشعر ، مهلهل الملابس يهديها خطوات المرقص بموسيقاه ، ولا تعرف نهاية لطريقها ولا مأوي تلوذ به في نهاية المطاف إلا حضن ذلك الحبيب الوهمي ، أو " كوب شاي " دافئ علي شاطئ ما في ليلة صيفية في الإسكندرية ، لا يعرفني أحد ولا طريق ،
أم أنا تلك الفتاة الراضية الهادئة المنمقة صديقة أوراقها وأقلامها ، التي تتواري عن  الجميع وتخفي جاهدةً أي همسة تخطوها نحو الحياة عن أعينهم ، أوهمهم جميعاً بأني معهم الآن في عالمهم الساذج الذي يبدو منطقياً الحقيقة المطلقة والوحيدة وأنا أما ضائعة في خيالاتي الحرة ، أو أبحث عن مغامرة آخري في رواية ما في مدينة أوروبية أنيقة تبعد عن هراء العالم من حولى ، تلك الفتاة المطيعة ذات الملامح الطفولية التي يخبرها جميع " العجائز " بحبهم لجم أدبها وطاعتها العمياء ويحملها هذا وذاك مسئولية أحلامه الضائعة !

ها أنا ذا أفقد الطريق ولا أعرف من أنا مجدداً ، مجدداً ...