شربتُ من الوحدةِ حتي اكتفيت ، وتراكم الجليد علي قلبي طبقة فوق طبقة..
تعبت السير وحدي في طرقات أوسع من قلبي دون كف أرمي بها الكثير من أعباء روحي أو حتي القليل ، سئمت القراءة تحت ظل نبتة برِّية ، وحيدة وحيدة ، دون غطاءٍ من ذراعين ، أو بسمة ، أو لمعة عينين عند كَلِمَةٍ تحملُ ذكري أو رعشةَ قلبٍ ، تعبت الحديث والحديث والحديث دون عينين التفت فأجدهما تتابعاني باهتمام وشفتين تلعقان خدوش جلدي بقُبلتين بلسميتين ،والسينما ، أحبُ السينما ، ولكن أكره ارتيادها وحيدةً بلا صديقٍ يشاركني ضحكة أو دمعة أو عناق دافئ في قدس أقداس العشاق ، ظلام السينما الفضي ، تعبت ممارسة طقوسي الصباحية وحدي والمسائية وحدي والتهيؤ للنوم وحيدةً دون قبلة علي كتفي أو لمسة حانية علي جلدي لتتنفس مسامي ،
سئمت أن اصطنع النوم فلا أشعر بقبلة هادئة علي جفني ، أو يدٍ تمر علي شعري ، أو وردة تداعب خدي ، أو حتي تنهيدة علي أذني ،
تعبت الخوف من النوم ، لأني أدرك أنني سأصحو وحدي ، وأنا لا أريد أن أصحو وحدي ، فذراعيّ أقصر من أن يمنحاني غطاءً ذاتياً أو دفئاً داخلياً عندما استيفظ فَزعَي في آخر الليل ، كلها أكاذيب يدعّيها حكماء العصر ويفضحها خوف الظلام ، فأنا لن " احتضن نفسي "،
الحُضن ليس فعلاً ذاتياً ،
واللحن الأرجنتيني المنطلق تحت أضواء القمر بالخارج يدعو للرقص ولكنني سالتزم فراشي الليلة وأبكي ،
فالتانجو ليس رقصة فردية ،
التانجو ليس رقصةً فردية .
