التحام روحيكما وجسديكما وبقايا طفولتكما لن تمنحك مما مُنحت هي الليلة وأردتَ أن تتحمل منه ولو القليل ، حباً وليس دفاعاً عن نفسك ، شفتاها الحريرتان برقة ولون التوت اللتان صبغتهما الرغبة في شفتيك الخشنتين الممتلئتين قامت الأم الكبرى بكَيِهُما ، أصبحتا غير صالحتين للقبل ، وهي الآن بلا يدين ،
من غير العدل أن تُكسر مرتين كما أنه ما من داعي لكي شفتيك فما من أحد غيرها يرغب في تقبيلك أو لمس أصابعك النحيلة ،
أتذكر جدتك عندما منحتك حلوى الكراميل للمرة الأولى والأخيرة ؟، بدت قبلتها الأولى لك كاستعادة صورة من حلم بعيد وهي " طعم الكراميل " الذي اعتبرت أنك كنت تتخيله من البداية .
كفها الصغير والكف الأخر احتضنا كفك الوحيد لشهورٍ متواصلة وتشربا عرقه وخشونته وشقاءه لعشرين عاماً ، الكفان الجميلان دُفنا الليلة بجانب خالها شهيد الحرب مشبوكيّن بذراعيها ، وكذلك ورد شفتيها التي صبت بلسمه على خدوش جلدك مراراً لليالٍ طويلة في فراشك الضيق التى لم تشغل منه هي ربع حيزك ، أو فوق سطوح مسكنك في الحارة الضيقة التى يحمل أعلاها سحراً لا ينتمى لفقرها وجوعها ، قبلتك طويلاً دون أن تنبس بكلمة ، لأنها دائماً تقول ما لا تريده وتريد ما لا تقوله ، وضعت أصابع كفك بين خصلات شعرها وتركتك تمشطه وتعبث به ومدت أحد كفيها لتساعدك في تضفيره ،
ستنال الليلة ألف قبلة خشنة على شعرها الأسود الطويل وألف كلمة اعتذار على الأذى المُحب كما يسمونه ، سيحرقها جسدها بأكمله وستتعذب فى فراشها وستقاوم التعب وتتحامل على قدميها الملسوعتين وتستند بكتفيها إلى الجدارن الحديدية في محاولة غير مجدية للزحف إليك ، لتصب على جبينك المتعب الماء البارد وتفتح مسام جلدك المختنق بقبلتين ، هما في واقع الأمر لمستان من بقايا الشفتين ، ثم تذهب وتتركك مع ذنب جراحها التى تسببت بها أثناء محاولتك اختراق الزمن ، لا زمن مشترك بينكما ، كلاكما ليس للآخر ، كلاكما ينتمى لعالمه ، لن يتحرك البندول النحاسي ،
تحمل الليلة ، ستختفي صورة العتمة من رأسك في الصباح وتنسي كما تنسي دائماً ، ستعود لحظات التذكر وتؤلمك لكنها لن تطول .
ستنال الليلة ألف قبلة خشنة على شعرها الأسود الطويل وألف كلمة اعتذار على الأذى المُحب كما يسمونه ، سيحرقها جسدها بأكمله وستتعذب فى فراشها وستقاوم التعب وتتحامل على قدميها الملسوعتين وتستند بكتفيها إلى الجدارن الحديدية في محاولة غير مجدية للزحف إليك ، لتصب على جبينك المتعب الماء البارد وتفتح مسام جلدك المختنق بقبلتين ، هما في واقع الأمر لمستان من بقايا الشفتين ، ثم تذهب وتتركك مع ذنب جراحها التى تسببت بها أثناء محاولتك اختراق الزمن ، لا زمن مشترك بينكما ، كلاكما ليس للآخر ، كلاكما ينتمى لعالمه ، لن يتحرك البندول النحاسي ،
تحمل الليلة ، ستختفي صورة العتمة من رأسك في الصباح وتنسي كما تنسي دائماً ، ستعود لحظات التذكر وتؤلمك لكنها لن تطول .
" مُزجَتْ روحُكَ في روحي كما تُمزَجُ الخمرةُ بالماءِ الزُلالِ
فإذا مَسَّكَ شَيءٌ مَسّني .. فإذا أَنتَ أَنا في كُلّ حالِ " - الحلاج .
- القصة هي تصور لما وراء لوحة " بندول من نحاس " من كتاب يوسف والرداء للحبيب إبراهيم أصلان .
