Sunday, June 19, 2016

إلى أن ينتهى النور .

كان كل شئ يجرى على ما يرام ، كنت قد تجاهلت تكويني ، وربطت أطرافي ،وكففت عن الكلام عن نجمتى الأم ، وقدمت نفسي كل صباح كدمية ناضجة ، ثم كانت تلك الليلة عندما تسللت لشارع خلفى نصف مضاء وأنا أجر خلفى حمل جناحين عاطلين عن العمل و كتل متفرقة من خلايا مقتلعة من جذورها ، صفعني ظلى بغير رحمة عندما تجلى مسخاً عملاقاً على السور الخلفى لفيلا صيفية ، تراجعت وركضت طويلاً وأنا أرغم رأسي على تجاهل ما حدث ،عندما عدت لغرفتي كنت أبحث عن نصِ ما يصف رائحة هواء الصيف ليلاً فى المدن الساحلية قرب البحر ، من الصعب أن تجد كلمات مناسبة للبحث عن مضمون قصيدة ،لم أصل لشئٍ فقررت أن أمنح نفسي هذا الشرف وبدأت أكتب ، ثم وجدتني أصف رائحة شواء الذرة وملابس الاستحمام وكلور حمامات السباحة وكذلك الظل الثقيل فتوقفت، قرأت قصيديتين وفصل مسرحي ثم تأملت رشاقة جسدي لدقيقتين وعدت ولم أكتب شيئاً ، لم يكن من الكافي خلال اليومين التاليين أن أقضى الليل مع البحر،أغمره بعينين مفتوحتين وأنف واعية وأتركه يغمرني ويسرب أملاحه فى أطرافي ، فبدأت اختبر الأشياء التى قد عشت بجانبها عقدين بالفعل، أترك أصابعى للماء ، املأ صدرى بالهواء لأقصى حد ممكن ، ألون جسدى بالأحجار، وأحشو جيوبي بالرمال ، امتلأت بالبحر ثم ذهبت وقررت أننى لن أكتب أبداً .

Perfect sense - 2011

استغرق الأمر عدة سنوات آخرى وعشرين رواية وسايمون وجرفنكل وثلاثة انهيارات عصبية لأدرك كم ألف مرة فتحت عينيّ تجاهه دون أن أنظر، أو سمعته دون أن أصغى ، كم ألف مرة لم أخذ حقيقيته المُفرطة ووجودى الغير منطقى على محمل الجد ، كان كل ما يحتاجه أن أتحلى ببعض الشجاعة ، دعوته أن نذهب بعيداً ، ستة عشر مدينة رأيناهم فى ثلاث سنوات ، كانت كل الأشياء زجاجية وقابلة للكسر ، لم يكن ثمة أقفال لا على أعماقنا ولا ظواهرنا ، كلانا حر تماماً ، لم تكن تعرف عنا الحضارات ولا المكتبات العامة ، كنا نكتب قاموسنا الخاص للمعانى والتجارب ، كنت أترجم كل مدينة كالعمل الفني ، فى الغالب كانت المدينة لا تكشف عن قماشتها إلا فى آخر ساعيتن عندما تكون فرصة استعادة ثمن التذاكر قد انتهت بالفعل ، لم أصادف مدينة حريرية أو شفافة على نحو كافٍ ليفقدني نفسي بين حاناتها ، ولكنني كنت حرة ، قديسة فى الجنوب وعاهرة فى الشمال ، أُقبل من يحلو لي وأتنفس بعمق وأكلم المارة وزجاج القطارات ، ثم أعود لحضنك الحريري والشفاف فى آخر الليل ، اتفتت وانكشف أمامك ، اتعمد أن انكشف أمامك ، ارتجف وأتنفس بسرعة واتشبث بذراعيك ، أقبض على طرف قميصك بيدٍ متوترة وألقى بدمعتيين بين خصلات شعرك الدافئ ، تحاول ، تغنى فى أذني ،ولكنى اتشنج وأكسر أظافري وأطبق على صدرك وأضرب جسدك الرقيق الذي يحتضنني فى لحظات ضياعى الوجودي،
تصب الماء البارد والقبلات على شعرى، انزوري بدخلك وأهمس ne me quitte pas ، أشبع عيناي من كل خلية في جلدك ، أشاهد جمالك لساعات ولا أكتب عنه .

ثم نركب القطار فى الصباح ، مدينة جديدة ، أودعك عند باب المحطة واذهب ، ارتشف كل أنواع الشراب ، أمر بأضيق الشوارع ، أوشم ظهري وذراعي وعنقي بآثار أصابعك ، ودون عنوان فى آخر الليل أجدك ، وأعود إلى حضنك الرقيق .

Wednesday, June 1, 2016

أشياء أكثر عشوائية من أن تعنون

المدن قاسية جداً والبشر ليسوا كذلك ، لم تسمح لي المدينة أن أمد أوتار الharp الناعمة بين السحب في إحدى الليالي الصيفية ، كنت قد حلمت بأنني أمشي بمرح فوق تلك الأوتار وبفستانٍ أبيض قصير وشعرٍ يبدو عشر مرات أكبر حجماً ومائة مرة أكثر بعثرة في تمويجاته ومنحنياته يميناً ويساراً من حقيقة شعري، مشيت طويلاً حتى وصلت إلى ممر من الزحاليق الثلجية طغت عليه رائحة الفواكه بشكل أقوى مما أحتمله ، ولكنني احتملته ، واندفعت فوق الثلج ضاحكةً ، حتى قادني إلى بيتى السحري ، بيتي الذى سرقته المدينة ، وزحام المدينة ، وبورصة المدينة .
 أما البشر فطيبون ، أنتِ بالذات طيبة ، إن كنتِ قد سمحتِ لكلمات شاعر منتحر ونغمات عود تتقاذفه مقاهي وسط البلد ورائحة طلاء البيوت القديمة أن تجركِ إلى هنا إلى ما يشبه القاع وما يشبه الغرق أحياناً، ولكنه يشبه فى أحيان أكثر الفرانادت التي خلفها الإيطاليون والشاي بالنعناع والسينما الفرنسية والعناق المُحرر من الخوف والقيم والأقمشة فى أول الظلام ، أنتِ طيبة وحقيقية .
 في عُرف المدن الكلمة لا تسمن ولا تغني من جوع ، في عرف ساكني الغرف الضيقة في البدرومات بحوائط سدت شقوقها البوسترات السينمائية ، الكلمة هي الإيمان والحب والشهوة ، ماذا يضير المدن إن نُزعت منها الكلمة والملمس والرائحة ورتوش الفن؟ ، لا شئ ، ماذا يضير القليلين مثلكِ لو توقف الناس عن تجسيد لحظات الضعف ؟ كل شئ .
من مدة وأنا أفكر بأن الفن يلتقطنا ونحن حالمون أو ونحن نريد أن نكون حالمين، الفن لا يتوقف عن العبث بالمنظومات المقدسة والأسوار الحديدية وجمود المدن العطنة ، وأنا لا أقصد الفن الذي يحمل تلك الرسالة بالذات ،
بل أقصد الفن كشخصية، لا أستطيع حقاً أن أكتب عما يدور ببالي من أفكار بشأن تلك الشخصية بشكل يبدو منظم ومنطقي ، لكن كمحاولة غير متعوب عليها ، فأنا أعني تلك الأشياء الصغيرة التي تتحسسك من رأسك لقدمك وتنفض جسدك دون حتى محاولة للمسك، أشياء كرائحة صوت البيانو في غرفة مظلمة بعد منتصف الليل 
، كلمات ك : " Your skin smells like light , are you the moon ? " مررت بتلك الجُملة بتمبلر وأنا اكتب تلك التدوينة ، 
سريالية  نص سينمائي ما والكثير من الألم والتشابه فى صورة سحرية مكتملة وكذلك موقع متميز في قاعة السينما فى ركن هادئ لا يسمح لأحدهم أن يعبث بتفاصيل الفيلم فى رأسك أو أن يرغمك على تكوين ذكرى ما تحمل ضحكته أو بصقه على الأرض فى أعظم مشاهد الفيلم، ذلك ما أحاول توضيحه ولا تساعدني قلة حصيلتي المعرفية على توصيله بشكل سليم ، أؤمن أن تلك الأشياء هي مفاتيح صغيرة جداً تفتح أبواب ضخمة إلى تلك المناطق البعيدة العطشى فى الروح ومن ثم فى العقل ، تفتح قيود وتزيل أتربة كونتها مئات السنين مخلفة وروداً ناعمة يغلب عليها اللونين الأحمر والأبيض ،  
 توقفت عن الإيمان بما يُدعى الفن الهادف الخادم لفكرة ما ، زاد إيماني بالهلاوس وبقايا الأحلام ، بالصور المهزوزة ورائحة الجسد وأصابع اليدين ، غيرت عنوان المدونة إلى بيلليترست وأنا أعرف أنني لست كذلك ولكنني معمية بالغواية ، البشر يعرفون الحب ، البشر يغوون ويغتون بالحب ، محاولات الفهم ها هنا هي أكبر مضيعة للوقت والفطرة ، ما من داعي لفهم أي شئ ، ما من داعي للتحدث فيما لا نفهم ولا نريد أن نفهم ، المسميات خيانة كبرى في حق المعاني والألوان ، المدن ترغب فى المزيد من المسميات والإطارات ، المدن ترغب فى المزيد من التوضيح والقواميس والقيود ، المدن قاسية وشريرة .


The dreamers - 2003

Saturday, May 21, 2016

إلى إبراهيم أصلان و البندول النحاسي


خيوط الدم المنحوتة تحت جلدها الشفاف يراها من بنصف عين ، جروحك التي تصورتها في نفس المكان حجبها سواد جلدك، أنت لست هي، لا قبلة يغلفها الذنب على جبينك الليلة ولا يد جراحٍ يبدو جنوبي الأصل ستمتد لوقف نزفك الغير مرئي، تبدو مُتعب وغير جميل، تبدو نتيجة لما للطبيعة وما عليها، تبدو هي صغيرة وأقرب لله ونظرية الخلق، تبدو من الجنة وبلا ذراعين ،
 التحام روحيكما وجسديكما وبقايا طفولتكما لن تمنحك مما مُنحت هي الليلة وأردتَ أن تتحمل منه ولو القليل ، حباً وليس دفاعاً عن نفسك ، شفتاها الحريرتان برقة ولون التوت اللتان صبغتهما الرغبة في شفتيك الخشنتين الممتلئتين قامت الأم الكبرى بكَيِهُما ، أصبحتا غير صالحتين للقبل ، وهي الآن بلا يدين ،
من غير العدل أن تُكسر مرتين كما أنه ما من داعي لكي شفتيك فما من أحد غيرها يرغب في تقبيلك أو لمس أصابعك النحيلة ،
أتذكر جدتك عندما منحتك حلوى الكراميل للمرة الأولى والأخيرة ؟، بدت قبلتها الأولى لك كاستعادة صورة من حلم بعيد وهي " طعم الكراميل " الذي اعتبرت أنك كنت تتخيله من البداية .

كفها الصغير والكف الأخر احتضنا كفك الوحيد لشهورٍ متواصلة وتشربا عرقه وخشونته وشقاءه لعشرين عاماً ، الكفان الجميلان دُفنا الليلة بجانب خالها شهيد الحرب مشبوكيّن بذراعيها ، وكذلك ورد شفتيها التي صبت بلسمه على خدوش جلدك مراراً لليالٍ طويلة في فراشك الضيق التى لم تشغل منه هي ربع حيزك ، أو فوق سطوح مسكنك في الحارة الضيقة التى يحمل أعلاها سحراً لا ينتمى لفقرها وجوعها ، قبلتك طويلاً دون أن تنبس بكلمة ، لأنها دائماً تقول ما لا تريده وتريد ما لا تقوله ، وضعت أصابع كفك بين خصلات شعرها وتركتك تمشطه وتعبث به ومدت أحد كفيها لتساعدك في تضفيره ،
ستنال الليلة ألف قبلة خشنة على شعرها الأسود الطويل وألف كلمة اعتذار على الأذى المُحب كما يسمونه ، سيحرقها جسدها بأكمله وستتعذب فى فراشها وستقاوم التعب وتتحامل على قدميها الملسوعتين وتستند بكتفيها إلى الجدارن الحديدية في محاولة غير مجدية للزحف إليك ، لتصب على جبينك المتعب الماء البارد وتفتح مسام جلدك المختنق بقبلتين ، هما في واقع الأمر لمستان من بقايا الشفتين ، ثم تذهب وتتركك مع ذنب جراحها التى تسببت بها أثناء محاولتك اختراق الزمن ، لا زمن مشترك بينكما ، كلاكما ليس للآخر ، كلاكما ينتمى لعالمه ، لن يتحرك البندول النحاسي ،
تحمل الليلة ، ستختفي صورة العتمة من رأسك في الصباح وتنسي كما تنسي دائماً ، ستعود لحظات التذكر وتؤلمك لكنها لن تطول .

مُزجَتْ روحُكَ في روحي كما تُمزَجُ الخمرةُ بالماءِ الزُلالِ
فإذا مَسَّكَ شَيءٌ مَسّني .. فإذا أَنتَ أَنا في كُلّ حالِ " - الحلاج .





- القصة هي تصور لما وراء لوحة " بندول من نحاس " من كتاب يوسف والرداء للحبيب إبراهيم أصلان .

Friday, May 6, 2016

 ندى /
اعذريني إن كنت أكتب بالمعنى الذي أفهمه واقرأه للكتابة ، تعرفين اقرأ لغاليانو اليومين دول مما يجعلني أدرك أن بيني وبين الكتابة بحوراً أكبر من أن يخُلقها رب اهتم كثيراً بشأن القُبل المسروقة والرقصات المرحة ، اعذريني إن كانت الكتابة قد استعصت عليّ منذ بدء الخليقة ، أتمني ألا تأخذي هذا على محمل الكتابة كثيراً ، ولكن هو كلام ، كلام متأنق بعض الشئ استغرقت دقيقتين أو أكثر لكتابته ليعوضك عن الكثير من الكلام الأهوج غير المرتب الذي أهذي به عندما لا أجد ما لا أقوله ، كلامك عن ليست الأغاني التي افترضتي مسبقاً أنني لن أسمعها جعلني أفكر لدقيقتين أخيرتين عن علاقتي بالموسيقي أصلاً ، الأمر مراوغ  وبديهي جداً يا ندى الأمر يتعلق بهشاشة قلبي وليس بالموسيقي ذاتها ، الأمر يتعلق بضعف يعتريك فجأة ناحية الموسيقى الفلانية أو الفيلم الفلاني أو الكاتب الفلاني لأنك تلقيت ذلك الفن منه وأنت تريد أن تبكى ، فبكيت ثم خرجت تحدث الناس عن قدرة ذلك الكاتب على تحريك مشاعر الحجر ، كان ذلك الحال مع الروك الصيف اللي فات ، عندما أخبرتك أنها الموسيقى الأجمل على الإطلاق لأنها واجهتني برقة في لحظة ضعف ، هناك ناس بيرقصوا ع السلالم مثلي لا يستطيعون بأي حال أن يواجهوا حياتهم المبتورة - بسبب النوم الكثير والرقص على حافة الجنون بلا معنى - لا يستطيعون أن يواجهوها بلون واحد في أي شئ مائة خطة وخطة وألف أغنية من ألف بلد وكذلك عدم إنجاز سوى صندوق قديم يحمل أشياءً لا يربطها سوي قلبي المتهور وعقلي الذي لم يعد في رأسي ، ونقاط في الذاكرة كإستلام رسالة منك أو حتى نوت كتبت على طرف ورقة صفراء تحمل اسمي دون أن أعلم ذلك  ، الروك طيب ومتهور أيضاً ، يعتقد محبو الدوشة فيه الهدوء ولكن هو ليس هادئ بالدرجة الكافية ، الروك رقص ع السلالم ، الروك يلتصق به من هم بلا هوية حياتية أو موسيقية مثلي أنا ، يقول غاليانو في المعانقات إن الذين يأخذون الموضوعية ديناً لهم هم خائفون من الألم الإنساني ، كاذبون ، يريدون أن يكونوا أشياءً حتى لا يعانون ، هؤلاء هم غير المنحازين كما تعرفين يا عزيزتي ، اللي بيشتغلوا نفسهم ، وتلك هي أنا وأنا أقف إلى جانب الروك ، أنا موضوعية كثيراً في هذا ، يقول غاليانوا أيضاً أن الهوية ليست حجراً يعرض في متحف بل هي محصلة الثقافة والبحث عن الذات لذلك أعلم أن كلانا سيواجه شخصاً مختلفاً عند الرابعة والعشرين بإستثناء رائحة الجسد التي سوف أميزها عنك طالما وجدت روحي في الكون ، لا أعلم إن كنت رددت على أي شئ من تساؤلاتك أوتركتها معلقة ككل شئ يجري هنا ، ولكن أعرف أنك ستنتجين شيئاً ما مما كتبته ، أنتِ ذكية بدرجة تجعلني أخاف الكلام معك أحياناً ، أسعدني إختيارك للرقص ، كان الخيار الأشيك فعلاً ، أردت أن أرد الرسالة ولكن يا حلوتي الكلام فن يعاندني ، أستطيع أن أراكِ غزالاً حراً تتبعه أضواء المصابيح الخضراء والحمراء في بارٍ ضيق في ميلانو بفستان لا يغطى أكثر مما تريدين تغطيته ، أستطيع إن أراك تهربين من كل ما يخنقك لأنكِ حرة وسعيدة أكثر مما تعرفين أنتِ ، أريد أن أكتب أكثر فأنتِ جيدة في اختراع الكلمات والمواقف الجديرة بالكتابة ، سوف يكتب عنك يوماً ما ذلك الرجل الذي تحبينه مهما نفى قدرته على ذلك.

Thursday, April 14, 2016

It doesn't smell like teen spirit anymore .



ربما لو كنت من سكان جاردن سيتي ، لأشعلت الآن الضوء الخافت للـ ڨراندة واستندت إلى عمودٍ نحته فنان إيطالى - سكن قاهرة نجيب محفوظ وتسكع في أروقتها وممراتها الضيقة بصحبة فتاة سمراء هجرت العالم والتقاليد حُباً للون جسدها المُشرب بحمرة فرشاته- ، ولرسمت بيدٍ لم تنهكها سوى القُبلات كلمات مقتضبة بالفرنسية أعبر بها عن حماسي لعامي العشرين وأنا استمع للجاز الذي يبدو منقرضا إلا في جاردن سيتي ، ربما ألهمتني رنات الموسيقي وهي تحلق فوقي وتمتزج بنسمات تلك الليلة الصيفية الهادئة والتي تعبث بخصلات شعري وأوراقي فكتبت قصيدة مكونة من كلمتين ، ولكن المشهد يبدو أكثر عشوائية لأن علب الصودا الفارغة تحاوطني وكذلك الكتب التى أرغب فى التخلص منها، ولا نسمات باردة مُشبعة برائحة ليل الصيف تداعبني ، أحفظ القصيدة بقلبي ولكن الموسيقى صارت تتقطع على حافة أذنيّ والسجائر أجمل ما يمكن أن يكمل المشهد العبثي ولكنني مازالت ضعيفة حتى اللحظات الأخيرة من سنوات الحرية واللامسئولية وسأكتفي بتدخين جثتي .
لا أعرف ، لا أعرف إذا كان الأمر يستحق كل ذلك الوقت للوصول إلى معنى ما ، خطة ما أو حتى ساعة رائقة من مواجهة حقيقة ما يدور بعقلي ، ساعة أتوقف فيها عن إستخدام الإستعارات التي لم تعد ذكية بالمرة بعدما استهلكها من لا يؤمنون بالشِعر، لا أعرف ما أحتاجه ولا أعرف إذا كان مهماً أن أفكر في ذلك مقابل أن أفكر فيما يحتاجه العالم مني ، لست مناضلة ولكني لمست الثورة من بعيد بأصابع متوجسة ومازالت أناملي تحرقني ، لست خاضعة لأنني مازلت أتنفس هواءً لم يحاصره الإمبرياليون ولكنه يزداد تشبعاً في أنفي برائحة الدم الأحمر يوماً بعد يوم .
الطريق الذي لا يشبه غيره تائه ، والخروج عن خطيّ المسار المرسوميّن بعناية من رجل دين أو سياسي مخادع مغامرةٌ تشبه الموت أحياناً ، خاصةً إن كان جذب الإنتباه ليس كل ما يشغل مساحتك من الفراغ ، الحلم المُحدد بشروط ليس حلماً ، والحب ليس كما يروج له حديثو العهد بإباحته ، لا يجب أن أسمع لهم حين يرددون بكل تفاخر وثقة في إتساع المدارك " ليس عيباً ولكن العيب في الطريقة التي يُمارس بها " ، الحُب المُحدد بشروط ليس حباً ، والحب الذي قصصت شعري وردمت فوقه ببقاياه كان أشبه باصطناع النوم ثم ترديد حلم مُزيف على كل من جلس بجانبي على مقعد الحديقة العامة ، كان حُباً ضعيفاً ، فضضت بكارته بعينيّ .
خوفي من سرعة العمر كشف عن تقديرٍ أكنّه للحياة ، كنت صغيرة يوماً واعتقدت أن أفكار الانتحار لا تراود إلا من يسكنون سويسرا ، أخبرتني امرأة ذات عينين واسعتين بذلك ، الأشياء مازالت مشوشة ولكن لا داعي للإستسلام والتوقف عن محاولة فك تلك العُقد الأبدية لخيوطٍ كونية لم أتدخل بها منذ البداية ولكنها مسئوليتي الآن ، لن تمر عشرون آخرى دون أن أحدث بعض الصخب الصادق بداخل مجرى حياتي وحياة مظلومٍ آخر ، لن تمر عشرون آخري وأنا مكتوفة الأيدي أمام عينين تمتص كل ما أحمله من سوادٍ ، لن تمر عشرون آخرى دون صيفٍ أخضرٍ على بحرٍ غير هادئ في أمريكا اللاتينية بصحبة حبيبٍ طويل الشعر ويساري المزاج لا يمل من القبلات .

Monday, April 4, 2016

بقايا صداع ومهدئات



هي بقايا صداع ، لست مُرهقة لأنني قطعت الدواء ، لست ساكتة لأن كلامِكِ عن قسوة قلبي أحزنني ، إن تحدثت سيسكن الرصاص رأسي وسأبكي ، وإن تركتني وشأني سأبكي أيضاً ولكنني سأسمح للدم بالخروج من فمي فأجد مساحة للتنفس ،أنا لست ضحيتك ، أنا ضحية تواجدي بداخل نفسي ، أنا ضحية صدفة كونية ، أنا خرجت للعالم من نهرٍ فوجدت قَـدَمي تضربان في قاعه حتى النزيف .
لا أجرح أصابعي لأنني قطعت الدواء ، لا أطوف الشوارع حافية لأنني قطعت الدواء ،لا أفتت قلبي كل مساء وابتلع الزجاج لأني قطعت الدواء ،
أنا لم أنسَ إيمان ، لم أنسَها من ال2001 ، كنت فى الخامسة وأخبرتك عن حزني ورعبي فقضيتي الليلة بجانبي ، لم أخبرك ثانيةً إشفاقاً عليكِ ، ولكن بطني مازالت تؤلمني كل ليلةٍ في موضع رصاصتها ، كبرت واكتملت أنوثتي وصرت أحلم بأني ألقمها ثديّ فتشبع وتنام برصاصتها دون موتٍ ، كبرت واكتملت أنوثتي ولم تكبر إيمان .



أنا انتمي هنا بشكلٍ يستنفذني ، وأوزع علي العالم طاقة حزني فتتمدد حتى أكلتني ، أكلتني طبقة الجليد التي تجمدني في الصباحات ، أكلني حيادي وصمتك وصمت الله ، أخاف الموت قدر الألم ،أخافه لأن الذنب يقتلني ،سامحيني فقد خذلتكِ بكل الأشكال ، سامحيني فقد توقفت عن الصلاة ، سامحيني فقد واظبت على الخمر ، ظننت أن مفعولها أطول من أن يتركني أسمعك تصرخين بشأن كل أمر يتعلق بي ،وسامحيني لأنني قطعت الدواء .


Monday, March 7, 2016

لامبالاة غير مستقرة

 كنت أجلس على الأرض في الممر وكان الراديو ما زال يصدح في أرجاء الغرفة المقابلة " حبيب أها حياتي ، معاك أها حياتي " ، بينما دار العراك بالساحة الأكبر ، الصالة ،مصطفي قمر لم يبالي بإنهيار الأسرة ولا أنا أيضاً ، منذ سنوات توقفت كلياً عن الإهتمام بما يدور خارج منطقتي الخاصة والصغيرة جداً والتي تضيق يوماً بعد الآخر وتخنق أحبالي الصوتية ، 
استيقظت قبيل الفجر متعرقة الجسد ، جلست نصف ساعة علي طرف السرير دون أن أوجه نظري لساعة الريسفير الرقمية ، سمعت صوت نحيب أمي ولسبب ما تذكرت جدتي التي شاركتني هذا السرير لسنوات وحرصت دائماً علي نومي بجانب الحائط لأني منذ صغري كنت تلك الشخصية العبيطة التي توزع سندويتشات اللانشون وتقع من فوق السرير ، كما تذكرت كم شعرت بالضيق عندما عرفت أنها تبولت فوق سريري بعد أن مرضت ، وبكيت ،
كنت أنتظر الليل لأسمع حكاياتها ،كانت لا تشبه حكايات أمي المُكررة عن الشاطر حسن وحبيبته ، كانت تحكي لي عن حبيبها الأول وحياتها العشرينية ، وألمظ وعبده الحامولي ، وتصف لي ملامح الملكة فوزية وأناقتها عندما رأتها يوم افتتحت مستشفي المبرة ، وحكايات الغارات والهجرة وجارتها الحسودة والعودة بعد الحرب ،
قبل مرضها ، لم تتعدى زيارة لها أكتر من ثلاثة أيام رغم كل توسلاتي ومحاولاتي الباكية لإستبقائها وإخفاء " الصابوه " أو البروش الفضي ، كانت جميلة، كانت ترعبها فكرة أن تثقل على أحد ، وورثت ذلك عنها ، 
عادةً ما أتذكر لحظات ومشاعر قليلة من أحلامي ، في أربع سنوات تذكرت ستة أحلام بعودتها للحياة بعد موتها وتعويضي لها بإندفاع عن لامبالاتي .

قطعت طريقي في الظلام إلي الصالة وجلست هناك بعد أن انقطعت الأصوات ، وعدت من جديد إلي لامبالتي تجاه كل ما يجري، ولكنني كنت ارتعش ، كنت خائفة ، لسبب ما فكرت في الله وارتعشت ، وشعرت بوحدتي هنا وخفت من وحدتي في حياة قادمة مُتوقَعة ، هرولت إلي الداخل وأغلقت الباب وأمسكت بالموبايل ولجأت إلي الموسيقي ، ولسبب ما سرب جيمس هورنر بأصابعه وهو يلعب for the love of a princess الطمأنينة إلي داخلي ، ونمت .



Wednesday, March 2, 2016

قبل موعد العشاء الأول


في الثالثة صباحاً تبدو كل الأشياء جميلةً جداً أو حزينة جداً ، كُنّا نجلس سوياً علي سطح مبني إيطالي عمره أكثر من مائتي عام وأنوفنا تملؤها رائحة برد القاهرة فجراً ، كان حزيناً وجميلاً ، كان يحدثني عن كابوسه المتكرر وهو يصرخ دون صوت ، كان يحدثني عن العجز ، طال حديثُنا وضحكنا كثيراً ولم أسمع لضحكته أيضاً صوتاً ، فأحببت ليلتي معه وكرهته ، 
أردت رجلاً لا يمل الحديث عن كل ما يقتله عشقاً ، أردته يندفع في الكلام ويدّعي فهمه  للفن التجريدي ويسهب في تحليله للوحة لفريدة كاهلو وجدها علي باكجرواند حاسوبي وأوافقه الرأي ونضحك ، يعشق الرقص اللاتيني ولا يجيده ، ومع ذلك يبدو جميلاً وغير مضحكاً وهو يحاول أن يراقصني ، أردته أن يخرج عن النص وأن يكمل القبلة التي من قواعد تلك الرقصة ألا تكتمل أبداً ، أردت أن أمر معه عصراً بشوارع قديمة ضيقة تدور بجوها رائحة شوي الأسماك دون أن يشعر بالضيق أو عدم الجدوى، أردته أن ينزع رابطة شعري بعنف ويحله للهواء بأصابعه برفق ثم يصرخ "اثبتي" ويلتقط لي صورة عفوية يجعلها ورقية لأنه يكره كل ما هو إلكتروني ويستخدم دبوس ضغط أحمر ليثبتها علي حائط غرفتنا ، أردته أن يحدثني عن حقوق النساء وضرورة إستقلالهن ثم يهديني فستاناً أحمراً -منقط أبيض- وروج سائل ، لأن راتبي لا يسمح لي بإستقلالية كاملة وفستان أيضاً ، أردته يعترض على شرائي لطقم صيني لأننا سنأكل معاً من طبق واحد ثم ينفق كل ما في جيبه في قطع الروبابكيا - لتزيين غرفتنا الصغيرة -والكتب من نوعي المفضل ، أردته أن يهديني الوردات التي اشترى كل واحدة منها كلما راودته فكرة الإنتحار ، أردته يسافر بلا سبب وبلا موعد وهو يعرف أن أرض الله واسعة ولا مانع من الضياع أو المبيت علي البحر لأن قروشنا القليلة لن تضمن لنا مبيت الغرباء الآخرين ، أردته لا يحدثني عن البشر أو أخبارهم أبداً أبداً ، أردت أن أسهر معه في برد المدينة الغريبة لكي يحدثني عن أول فيلم شاهده في السينما ، وسبب تلك الندبة في ذراعه الأيمن ، وشكوكه حول الله والكون ، ورغبته في مشاهدة النجوم إلى ما لا نهاية ، 
كنت أريد ، وغالباً لا أنال ما أريده ، لا أعرف إن كان الله يسمعني حقاً
 لذلك اعتذر، قبل موعد العشاء الأول .


Tuesday, March 1, 2016

المياه كلها بلون الغرق *



لا أعرف متي صعدت إلي تلك السفينة أو كيف ، أقف هنا علي سطحها العالي واتأمل المياه وأفكر في نهايتها التي هي على الأرجح مياه أيضاً ، المياه تشغل أكثر مما ينبغي لها في عالمي،آخر ما أذكره قبل صعودي الأبدي لتلك الرحلة هو إختبائي في دولاب الملابس ، لأنني بالطبع لا احتمل أقارب أمي ولن أقضي الليلة معهم ، كانت تناديني رغم معرفتها بمخبأي المعتاد ،
لم تترك أمي فرصة إلا وأخبرتني كم أنا جميلة ، لم أترك فرصة دون أن أؤكد لها ضيقي ويأسي من العالم حتى لو كنت أشعر بغير ذلك ، أحب إحساس " خضتها " وقلقها علي ، أدرك كم أنا أنانية في ذلك ،
كان قبطان المركب حبيبي ، أحببته بعد أن أنقذني من قسوة قلبي ومن المياه ، وأحبني من دون سبب ، كان دائماً يشكرني علي الخطابات التي أرسلتها له لسنوات قبل أن التحق به في رحلته ، لم أكن أعرف عن ماذا يتحدث ، فأنا لا أعرف الكتابة ولم أُرسل يوماً إلي تلك المباني التعيسة التي يدعونها بالمدارس ، ولم أعرفه قبل غرقي ، ولم أعرف أين هو ولا سفينته من العالم ، ولا أعرف أين نحن الآن ، وهل ما زالنا علي الأرض أو نبحر في مياه كوكب آخر ، لكنه كان مًُصراً أنني أخبرته عن ميعاد وصولي لذلك انتظرني ، وكان يرجح أنني قد أصبت بفقدان الذاكرة خلال رحلتي الشاقة في المياه ، صدقته ولكنني لم استطيع أن أنسى أمي أو أسلم بأنها كانت وهماً ، حدثته بلغتي وحدثني بلغته وأجبرتنا الظروف أن يفهم كلانا الآخر ، في الليل كان يضع فوقي شالاً أحمرً حريرياً ويغني بجانب فراشي حتي أنام ،حتي اختفى ذات صباح من على ظهر السفينة، وبقيت وحيدة ، بلا أغنية .

البحر ليس صديقي ولكنه رفيق طريق أجبرت عليه أو اختارته ، لا أعلم حقاً ،
أنا لا أعلم ، ولم أعلم من قبل ، لا أعلم كيف بدأ العالم وكيف سينتهي ، الحقيقة أنني لا أريد أن أعلم ،
إن كانت قدمي العارية تلمس الأرض الساخنة ، وإن كنت أستطيع أن اتناول اللاتيه واحفظ أشعاراً غير مقفاة وأوشم جسدي بحرية ، إن كنت أنال بعض القبلات المفعمة بالرغبة علي ظهري ، فأنا لا أريد أن أعلم ، أما ذلك الفراغ المالح الذي مللت رائحته فهو يجعلني أريد - وللأسف-أن أعلم ، 

 ربما عليّ أن أحب شيطاناً طويل الشعر يعرف من الأسرار أكثر ما يعرفه البحار وأكثر مما عرفته أمي، لم أعتقد في شر الشياطين يوماً واحداُ في حياتي، سيكون موتي جميلاً لا يعرف الطقوس المُبكية ولن يكون هناك من يبكي .


* عنوان كتاب لإميل سيوران.





Wednesday, February 24, 2016

عناوين


-علامات العجز بدت أقل حدة في وجهي هذا الصباح ، لم يلحظ أحدهم ذلك بالطبع، ولكنني فعلت .
-قال لي : "عندما أرى صورة جميلة مشهداً مؤثراً أو بيتَ شعرٍ تمتلكني الرغبة في عزفه "، قلت له : " كل جمال يملكني للحظة أو أكثر أريد أن أكتبه ، ولا أفعل كثيراً، صديقتي ترسم ."
-قالت لي أمي هدوء الروح يعكسه الوجه ، كنتِ أجمل من قبل ، لم أوافقها ، ولم اعترض ، نظرت في المرأة دون أن أفكر وقلت لها أن الجمال الحزين مثير، الهالة المبعثرة من السواد التي تبحر تحت العين المرهقة تبدو لي سماوية ، ونصف الإبتسامة التى يحييني عن بعدٍ بها هؤلاء المتعبون تحمل خلفها موجات قوة استقبلها أحياناً وأحاول التعلم منها .
-اعترض جلدي طريقه ولم يدعه يمر ، تركته عالقاً بخارجي ، عشقت فقط أن أري نفسي عاشقة ، ثم اضطررت إلي الإستحمام فزال ، لم تتسرب خلية واحدة منه إلي داخلي ،"جت سليمة" .
- يغيم الإتساخ علي القاهرة بشكل ما ، شعرت ذلك اليوم برغبة ملحة في الإستحمام وأنا عالقة في إشارة مرور ، ولكن الرقص أنعشني .
- أحبتنا السيدة الجميلة التي قطعت الطريق إلي الأوبرا مستندة علي عشق الجمال والموسيقى ثم العكاز الرمادي عندما علمت أننا قطعنا الطريق من مديتنا إلي القاهرة وحيدتين ، شبه تائهتين- لولا حقيقة إن اللي يسأل ميتوهش وإن ولاد الحلال فعلاً كتير- لحضور عرض باليه ، وشددت علينا بكل ما يحمله العالم من رقة أن بيتها مفتوح ويمكننا المبيت ثم العودة في أمان وأننا قد استمتعنا فقط بنصف السحر ، النصف الآخر يكمن في وجود الأوركسترا -بدلاً من موسيقي البلايباك في الحفلات الصباحية- وفخامة السواريهات وسحر ليل القاهرة حتي يكتمل الحلم ويقشعر البدن حتي الذوبان ، التقطنا بعض الصور التذكارية معها ، بدت "ندى" كطالبة جامعة في سبعينيات القرن الماضي بشعرها القصير وبنطالها الكاجوال والجاكت القصير، أو هكذا تخيلتها ، المهم أنها كانت جميلة ، وأكثر سعادة من أي يوم آخر.
- أخاف أن أقلق ، أخاف من عقلي ، يأخذني أحياناً إلي أماكن أكثر ظلاماً من شارع المقابلات التقليدي خلف الثانوية بنات ، ولا اتحدث كثيراً عن ذلك فأنام .
- محاولة اللحاق بأي إنجاز قبل العشرين كانت فكرة خاطئة ، حصلت علي كثيراً مما أريد في اللحظات الصغيرة ، لا حاجة لكأس ولا شهادة تقدير ، سأواجه السنة الأخيرة من عقدي الثاني بشجاعة ، وأحاول أن أكثر من الأفعال غير الراشدة قبل سن الرشد .


Tuesday, January 5, 2016

A new year of broken Promises


 I promised to see you next winter 
and  winter is here ,
 I hope you are not under snow singing and praying and waiting for me , but deep inside I hope that you are there dreaming of my hands .
   Winter in that city Looks like you. Coldness ,warm glances and tiny flowers everywhere.
I am gonna spend winter drawing a picture of You, looking at the sky with your hands over your cat ,I won't sign my name, I won't let you know who spent a lifetime to make your breath eternal, I will use every color pen I have and borrow the blue from the sky -because Mine has been missed for a year now- , because I know if I didn't do , you would recognize the darkness of my soul in every single dot in every faint black tinge  .
You will be waiting there , You may get bored and Just go , looking for the girl who drew you to you. thinking I have never loved you, I will not come and catch you then , I will just let you go , knowing that you will always be a part of me. , I know I broke a thousand promises till now but I am sorry, it was never out of my hand.